بلاد النوبة أو بلاد الذهب اشتق اسمها من كلمة "نوب" وتعني الذهب لوجود أكبر مناجم الذهب في أرضها بمنطقة العلاقي جنوب أسوان بمصر وكان القدماء المصريون يسمون النوبة "أرض الأقواس" نسبة لمهارة أهلها في الرماية.
النوبة هي المنطقة الواقعة في شمال السودان وجنوب مصر. وتسمية النوبة بهذا الاسم ترجع إلى كلمة نوب باللغة المصرية القديمة وتعني الذهب وكانوا قديما يطلقون عليها أيضا (كوش)".
ويقول الباحث في التراث النوبي الأستاذ محمد صبحي إن "النوبة أو (كوش) ظهرت في عصر الدولة الوسطى خاصة في عهد سونسرت الأول حيث وجد اسم (كوش) مكتوبا على إحدى مقابر جزيرة إلفنتين بأسوان وهناك من يطلق عليها النوبة وتعني أيضا أرض الذهب".
The country of Nubia or the country of gold derives its name from the word “Nub” which means gold because of the presence of the largest gold mines in its land in the Al-Alaqi area, south of Aswan, Egypt. The ancient Egyptians called Nubia “the land of the bows” due to the skill of its people in archery.
Nubia is the region in northern Sudan and southern Egypt. The naming of Nubia by this name is due to the word nub in the ancient Egyptian language, which means gold, and in the past they were also called (Kush).
The researcher in the Nubian heritage, Professor Muhammad Sobhi, says that "Nubia or (Kush) appeared in the era of the Middle Kingdom, especially during the reign of Sonsert I, where the name (Kush) was found written on one of the tombs of Elephantine Island in Aswan, and there are those who call it Nubia and it also means the land of gold."
النوبة المكان والإنسان
وتمتد بلاد النوبة تاريخيا من جنوب مصر إلى جنوب نهر النيل وتقع في الجزء الممتد من الشلال الأول حتى الشلال الرابع، وتنقسم النوبة إلى النوبة السفلى والنوبة العليا، وتمتد النوبة السفلى ـ النوبة المصرية ـ حوالي 320 كم جنوب أسوان على جانبي النيل حتى الشلال الثاني عند وادي حلفا. أما النوبة العليا فتقع داخل حدود جمهورية السودان
ويضم المجتمع النوبي ثلاث قبائل كبرى رئيسية هي "العرب"، و "الكنوز" و "الفاديجكا".
1- العرب مثلاً يقطنون وسط منطقة النوبة ويتحدثون العربية،
2- أما قبيلة "الفاديجكا" فهم يتحدثون النوبية القديمة ويقطنون المنطقة الجنوبية ولهم لهجة خاصة بهم تسمى "الفاديجكا" تنطق ولا تكتب!!
3- قبيلة "الكنوز" وأهلها يقطنون المنطقة الشمالية ويتحدثون باللهجة "الكنزية"، ويتحدثون اللغة الماتوكية.
ويضيف الخبير السياحي شكري سيف الدين نقيب المرشدين السياحيين بأسوان أن "النوبة السفلى هي النوبة المصرية، أما العليا في دولة السودان وكانت هناك قبائل تسمي قبائل البليمس تغير على النوبة السفلى بمصر ما حدا بالنوبيين في مصر إلى الاستعانة بالفرعون سيزوستريس لحمايتهم من تلك القبائل. لذا كانوا يطلقون عليه (الملك الحامي للنوبة)".
The country of Nubia extends historically from southern Egypt to the south of the Nile River and is located in the part extending from the first waterfall to the fourth waterfall. an alliance. The Upper Nubia is located within the borders of the Republic of Sudan
The Nubian society includes three major tribes: the Arabs, the Treasures, and the Fadijka.
1- Arabs, for example, live in the center of the Nuba region and speak Arabic.
2- As for the “Fadijka” tribe, they speak the old Nubian and live in the southern region, and they have their own dialect called “Fadijka” that is pronounced and not written!!
3- The "Kunuz" tribe and its people live in the northern region and speak the "Kenizia" dialect, and they speak the Matuk language.
Tourist expert Shukri Seif El-Din, head of the Syndicate of Tourist Guides in Aswan, adds that "the lower Nuba is the Egyptian Nuba, while the upper one is in the State of Sudan, and there were tribes called the Blimes tribes that changed the Lower Nubia in Egypt, which prompted the Nubians in Egypt to seek the assistance of the pharaoh Sesostris to protect them from those tribes. So they were They call him (the Protector King of Nubia)."
الهجرات النوبية بعد السد والخزان
ومع بداية القرن العشرين وفي عام 1902 تفاعل النوبيون مع قرار الدولة المصرية لبناء خزان أسوان، لتخزين مياه النيل لتغمر المياه عشر قرى نوبية، فتم تهجير أهلها، وتلتها الهجرة الثانية أثناء التعلية الأولى لخزان أسوان عام 1912، وارتفع منسوب المياه وغمر ثماني قرى أخرى. وبعد ذلك جاءت التعلية الثانية للخزان عام 1933 وأغرقت معها عشر قرى أخرى، حتى تم تهجير 18000 أسرة بطول 350 كيلو متراً مع بناء السد العالي في الهجرة الرابعة.
تمت عملية النقل من النوبة القديمة إلى الجديدة إلى مركزي نصر النوبة وكوم أمبو شمال مدينة أسوان وبدأت من 18 تشرين الأول/أكتوبر 1963م إلى 22 حزيران/يونيو 1964م، وتم النقل عن طريق بواخر إلى مدينة أسوان ثم إلى القرى النوبية الجديدة في نصر النوبة وكوم أمبو عبر حافلات كبيرة.
ويقول نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، أحد أبناء النوبة الأستاذ شكري سيف الدين، "لا نستطيع القول إن الهجرات النوبية الأولى في أعوام 1902 و1912 و1933 بعد تعلية الخزان -لا نقول إنها كانت هجرات إجبارية. كان النوبيون إما يصعدون للجبل بعيدا عن الماء وهناك من هاجر طواعية إلى مدينتي إسنا وقنا بمحافظة قنا. ولكن بعد بناء السد العالي وتكوين بحيرة ناصر وارتفاع منسوب المياه فكانت الهجرات وقتها إجبارية مع الاحتفاظ بما يسمى بحق العودة لهذه القرى بعد استقرار منسوب المياه بالبحيرة."
وتقول الناشطة النسائية النوبية نجاة سيد علي "بعد هجرات النوبيين المختلفة تغيرت معالم كثيرة من جغرافية المكان الذي يرتبط بعادات وتقاليد نوبية موروثة وتشير إلى أن مهجري أبناء النوبة في الهجرات الأولى بعد تعلية الخزان لم يتأثروا كما تأثر النوبيون ممن تم تهجيرهم بعد بناء السد العالي وتم نقلهم لمركز نصر النوبة شمال مدية أسوان بخمسين كيلومترا".
Nubian migrations after the dam and the reservoir
At the beginning of the twentieth century and in 1902 the Nubians interacted with the Egyptian state’s decision to build the Aswan Reservoir, to store the Nile’s water to submerge the waters of ten Nubian villages, so their people were displaced, followed by the second emigration during the first ascent of the Aswan Reservoir in 1912, and the water level rose and submerged eight other villages. Then came the second elevation of the reservoir in 1933 and flooded with it ten other villages, until the displacement of 18,000 families with a length of 350 kilometers with the construction of the High Dam in the fourth migration.
The transfer process took place from the old Nubia to the new to the centers of Nasr al-Nuba and Kom Ombo, north of the city of Aswan, and it started from October 18, 1963 AD to June 22, 1964 AD. The transfer took place by ships to the city of Aswan and then to the new Nubian villages in Nasr al-Nuba and Kom Ombo. Via big buses.
The head of the Syndicate of Tourist Guides in Aswan, one of the Nuba people, Professor Shukri Seif El-Din, says, "We cannot say that the first Nubian migrations were in the years 1902, 1912 and 1933 after the height of the reservoir - we do not say that they were forced migrations. To the cities of Esna and Qena, in the Qena governorate, but after the construction of the High Dam, the formation of Lake Nasser and the rise in the water level, the migrations were forced at that time, while preserving the so-called right of return to these villages after the water level in the lake stabilized.
Nubian women's activist Najat Sayed Ali says, "After the various Nubian migrations, many features of the geography of the place have changed, which is linked to inherited Nubian customs and traditions. to the Nasr Nuba Center, fifty kilometers north of Aswan.
النداء العالمي لإنقاذ آثار النوبة
وبعد تدشين السد العالي طلبت مصر المساعدة الدولية لإنقاذ المواقع الأثرية واستجابت منظمة اليونسكو وتبنت حملة دولية لإنقاذ آثار النوبة ليأتي المتخصصون من مختلف أنحاء العالم من مهندسين ومعماريين وجغرافيين لإنقاذ المنطقة.
وخلال عقدين من الزمان تم إنقاذ الكثير من الآثار، أبرزها معبدا أبو سمبل وفيلة.
ويقول الأثري دكتور أسامة عبد الوارث، الخبير بمنظمة اليونيسكو والمدير الأسبق لمتحف النوبة بأسوان، "إن منظمة اليونيسكو لعبت دورا هاما في إنقاذ آثار النوبة وتبنت النداء العالمي لإنقاذ آثار النوبة في عام 1959 ودعت دول العالم للمشاركة في هذه الحملة. وقامت الحكومة المصرية بتخصيص صندوق لإنقاذ آثار النوبة ليضع السياسات وينظم وييسر عمل البعثات الأثرية الأجنبية والمحلية. وكان الصندوق الوعاء المالي لحصتي الحكومة المصرية واليونيسكو. ويستهدف الصرف على عمليتي إنقاذ الآثار والحفائر الأثرية والبعثات الأثرية والتي استطاعت أن تكتشف العديد من المقتنيات الأثرية والتي يتم عرضها الآن بمتحف النوبة بأسوان."
The global appeal to save the monuments of Nubia
After the inauguration of the High Dam, Egypt requested international assistance to save archaeological sites, and UNESCO responded and adopted an international campaign to save the monuments of Nubia, so that specialists from around the world, including engineers, architects and geographers, came to save the region.
Within two decades, many monuments were saved, most notably the Abu Simbel and Philae temples.
Archaeologist Dr. Osama Abdel Warith, UNESCO expert and former director of the Nubian Museum in Aswan, says, "UNESCO played an important role in saving the monuments of Nubia and adopted the global appeal to save the monuments of Nubia in 1959 and called on the countries of the world to participate in this campaign. The Egyptian government allocated a fund to save the monuments of Nubia. Nubian Antiquities to set policies, organize and facilitate the work of foreign and local archaeological missions.The fund was the financial repository of the Egyptian government and UNESCO shares.It aims to spend on the two operations of rescuing antiquities, archaeological excavations and archaeological missions, which were able to discover many archaeological artifacts, which are now displayed at the Nubian Museum in Aswan.
النوبي وحلم العودة
ويحلم كثير من أبناء النوبة بالعودة إلى ضفاف بحيرة ناصر القريبة من قراهم الأصلية. ولذا أعلنت الحكومة المصرية أن تكون الأولوية لأهل النوبة في الحصول على أراض واقعة في منطقة النوبة القديمة ضمن مشروع ضخم تنفذه الحكومة لاستصلاح الأراضي. وهو ما يتماشى مع نص الدستور في المادة 236، التي تشير إلى أن "تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية لتتماشي هذه الإجراءات مع ما جاء من توصيات المؤتمر العالمي لمكافحة العنصريـة والذي عقد في آب/أغسطس 2001 قبل نحو عشرين عاما في ديربان بجنوب أفريقيا.
The Nubian and the dream of return
Many Nuba people dream of returning to the shores of Lake Nasser, close to their original villages. Therefore, the Egyptian government announced that the Nuba people would have priority in obtaining lands located in the ancient Nubia region, as part of a huge project implemented by the government for land reclamation. This is in line with the text of the Constitution in Article 236, which states that “the state guarantees the development and implementation of a plan for the comprehensive economic and urban development of the border areas in line with the recommendations of the World Conference to Combat Racism, which was held in August 2001 nearly twenty years ago in Durban, South Africa.
حواء في البيت النوبي
وتمتاز بيوت النوبة التي تقع جنوبي جزيرة فيلة بروعة مظهرها وتتناسق عمارتها، وهي من طوب اللبن الممزوج بجريد النخيل وجذوعه التي كانت تستخدم لتسقيف البيوت.
استطاعت المرأة النوبية أن تحافظ على الهوية النوبية بتمسكها بالعادات والتقاليد على مستويي الشكل والمضمون فهي تعتبر المشغولات الذهبية النوبية جزءا من شخصيتها، ومن تاريخ الإنسان النوبي وثقافته، وتتعدد أسماء قطع الحُلي ومنها "الجكد" و "الزمام" و "الكردان".
فيما يتنوع زي المرأة النوبية حسب المرحلة العمرية والحالة الاجتماعية للمرأة ويعتبر الجرجار الزي الرسمي للمرأة النوبية.
وتضيف نجاة سيد علي وهي من القيادات النسائية النوبية أن "النوبيات يعشقن الذهب النوبي القديم على رغم التقدم التقني والفني باستنباط أشكال ذهبية متنوعة إلا أن المرأة النوبية لديها حنين لذهب الماضي خاصة بالنسبة للنوبيات من الكنوز وربما يتراجع ذلك للنوبيات من قبائل الفاديجكا."
وفي الأفراح النوبية تتنوع أشكال الغناء النوبي على أساس الآلة المستعملة في الأداء ومنها أغاني الطنبور وللنوبيين إيقاعاتهم الفنية المميزة فنلحظ أداء رقصة (الأراجيد) عند الفاديجكا، أو رقصة (الهوللي) عند الكنوز، ورقصة (الأراجيد) رقصة جماعية تشارك فيها المرأة الرجل، وهي رقصة مستلهمة من نهر النيل وموجاته المتتابعة، والسمة المميزة للحركة عند النوبيين الفاديجكا هي التمايل. أما عند الكنوز فنجد الوثب مع دق الكف بشدة.
ورغم تتابع الهجرات منذ بناء خزان أسوان وتعليته مرتين وصولا لتدشين السد العالي رغم كل ذلك فإن التراث النوبي عتيّ على الاندثار.
Eve in the Nubian house
The Nubian houses, located to the south of Philae Island, are distinguished by their splendid appearance and harmonious architecture. They are made of mud bricks mixed with palm leaves and trunks that were used to roof the houses.
The Nubian woman was able to preserve the Nubian identity by adhering to customs and traditions on both the form and content levels. She considers the Nubian goldsmiths as part of her personality, and from the history and culture of the Nubian man. There are many names for the pieces of jewelry, including "Jaked", "Zamm" and "Kardan".
While the dress of the Nubian woman varies according to the age group and social status of the woman, the jarjar is considered the official dress of the Nubian woman.
Najat Sayed Ali, one of the Nubian women leaders, added, "The Nubians love the ancient Nubian gold, despite the technical and technical progress by devising various golden forms. However, the Nubian woman has a nostalgia for the gold of the past, especially for the Nubians of treasures, and this may decline for the Nubians of the Fadijka tribes."
In the Nubian weddings, the forms of Nubian singing vary on the basis of the instrument used in the performance, including the songs of the tanbour, and the Nubians have their own distinct artistic rhythms. We notice the performance of the (Al-Arajeed) dance at the Fadijka, or the (Holi) dance at the treasures, and the (Al-Arajeed) dance is a group dance in which the woman participates with the man, and it is a dance Inspired by the Nile and its successive waves, the characteristic feature of the movement of the Nubian vadijka is the swaying. As for treasures, we find leaping with the palm of the hand strongly.
Despite the succession of migrations since the construction of the Aswan Reservoir and its heightening twice until the inauguration of the High Dam, despite all this, the Nubian heritage has become extinct.